ليس صدفة
من يومين حصلت حاجة جميلة أوي أسعدتني جدًا وكنت بقول عليها عجيبة لكنها ليست كذلك..الموقف ده ما كانش صدفة لأني الآن أدركت العلة من حدوثه
التزامن
إيه اللي حصل بقا؟
اللي حصل وصل 😊 كنّا واقفين انا وصديقة ليا بنتكلم في الشارع أمام سور جامعي ولأننا في رمضان ما كانتش الدنيا زحمة والجو جميل وفي وسط كلامنا لمحت صديقتي بنت واقفة ورايا على بعد أمتار قليلة كانت بتعيط. سابتني وجريت عليها وأنا بعدين لحقتها. صديقتي حاولت تهديها وتخليها ما تعيطش بس البنت ما قدرتش تكتم البكاء. عرفنا إنها مش هتقدر ترد علينا بسبب بكاءها فصديقتي سألتها أسئلة إجابتها بنعم أم لا عشان تعرف سبب قهرتها دي إيه. في الأخر عرفنا إنه بسبب زميلها في الكلية واللي قالتلنا بعد كده إنه جه بالفعل البيت طلب إيدها قالت إنه خطيبها. طب هو عمل ايه خلاكي تعيطي كده؟ حكت لنا الموقف واللي كان باين فيه أد ايه الولد ده لسه ولد وأدامه وقت على ما يكبر. لما صديقتي قالتلها الكلام ده، دافعت عنه وقالت: إن هو كويس بس أسلوبه صعب شوية. هو عصبي.
طبعًا الجملة دي أنا عارفاها بسمعها كتير من سيدات كتير واقعين في حب ذكر شرقي ومش عارفين 😐
كل ده وأنا واقفة بسمع فقط لسه ما اتكلمتش. بعدين قدرت تتمالك نفسها وتتكلم. حكتلنا عن مشهد آخر من الجريمة وهنا برّقت وأول كلمة قلتها: إيه؟! 😳 وشاورتلها بإيدي قلتلها ده خلاص عليه كده.. هو قطع عيشه بإيده
وفهمتها حاجات كتير أوي والحقيقة أنا كنت شايفة البنت ذكائها العاطفي عالي وفيها مميزات كتير جدا مع الوقت هتكتشفهم/تقدرهم بس ناقصها شوية إرشاد..لما كنت بتكلم معاها كانت ترد عليا بمواقف حصلت بتأكد فيها على كلامي وبطلت عياط وبقينا نهزر معاها وصديقتي كمان تهزر معايا بعد ما كانت متضايقة عشانها ونفسها تعض الولد ده وتزرعه بدل الشجر اللي كنا واقفين تحته أهو يبقى له لازمة في دنيته😀
باختصار زميلها كان بيستغلها ويسئ معاملتها وبرغم تحذير مامتها إلا إنها خالفت هذا الصوت العاقل واتعلقت بيه لدرجة إنها أحسنت معاملته وهو مقابل ذلك كان يسئ إليها أكتر وأكتر. طبعًا ده مش حب ولا دي علاقة سوية وبالفعل حذرتها من بعض السيناريوهات اللي هتقع من خلالها في شبكة العنكبوت ده من جديد وقلتلها مسئوليتها عن ده كله فين وفعلًا قالت انها متعلقة بيه
شايف/شايفة إنها الغلطانة وإن هي اللي سمحتله؟
طب ما تيجي نرجّع الأمور لأصلها؟..مبدأيا كده البنوتة دي حكايتها بالظبط متكررة مع سيدات كتير جدا على اختلاف أعمارهم. بس ليه الحكاية دي متكررة كتير؟ هما الستات ما بيتعلموش؟
جايز 🤷🏻♀️ وجايز كمان زي ما قلت فوق إنهم ناقصين شوية إرشاد واهتداء orientation..الإرشاد ده كان أولىٰ يكون من الأسرة في سن أصغر من كده شوية. مشكلة تربية الإناث في مجتمعنا الشرقي هي إن الأهل عايزين "يضمنوا" طهارة البنت وعفافها فيعملوا إيه؟ مايوعوهاش أبدا وهي داخلة على سن المراهقة كده على المشاعر اللي بتحس بيها والتغيرات الفسيولوجية والنفسية اللي بتتعرضلها ويبتدوا يكلموها عن العلاقات..ايه هو الولد؟ ايه هي البنت؟ ليه بينجذبوا لبعض؟ ايه اختلافاتهم عن بعض؟ ايه هي شكل العلاقة السليمة ما بينهم وحدودها؟ وهكذا
الأهل بيسيبوا بنتهم بوعيها الضئيل وغير الكافي ده فتطلع ساذجة ظنًا منهم إن ده بيحافظ على براءتها ونقاءها ويجي واحد (ذكر شرقي مؤذي) يستغلها ويغسلها مخها بحيل التلاعب بتاعته ويدربها على تقبل الأذى وتستمر هي بغريزة الأمومة اللي جواها تعطي وتعطي إلى أن تحترق وتقع فريسة للاضطرابات النفسية
هو ده يا سادة اللي بيحصل في مجتمعنا كل لحظة حتى أصبح نمط سائد وسمة عامة. سمة/ثقافة مجتمع يقبل الأذى ويشجع عليه بل ويمدح المؤذي على إنه شاطر وعارف يسلك أموره. عرفتوا ليه بيتقال عليه مجتمع ذكوري؟ وليه برغم تقدم في أحوال المرأة لا زالت تطالب بحقوقها؟
لأن المجتمع لسه بيدربها على إنها تخدم الذكر وتخفض صوتها أمامه سواء كان الأب الأخ الشريك الزميل المدير أو واحد متحرش غير سويِ نفسيًا..لأنه مجتمع نائم لا يعي قيمة المرأة ولا دورها الخطير اللي بتلعبه. الحمد لله ان الخلل والتشوه النفسي ده نسبته أكتر في الذكور عنالإناث وإلا كنتو شفتو أيامًا سوداء حرفيًا بعد رفع الرحمة عن الأرض. إللي بنشوفه ده كده دلع بالمقارنة 😒
مع ذلك ما تاخدوش ده حجة لتبرير تصرفات التمييز بين الولد والبنت في المنزل أو العمل أو الشارع
ايه اللي يخلي بنوتة زي اللي قابلتها دي (مش صدفة) عندها كل الطاقات المميزة دي ومستقبلها واعد تتعلق بواحد بيشوفها أحسن منه فيتعمد إذلالها واستغلالها؟
سؤال بديهي لكن إجابته غير بديهية. الإجابة هي إنها لم تُشبع عاطفيًا من أسرتها. الإشباع العاطفي ده بالنسبة للأهالي لغة هندية مابتتفهمش أول ما تتقال. ليه؟ عشان هما نفسهم لم يُشبعوا عاطفيًا في طفولتهم 😑
ايه ده؟ هي دي دايرة متوارثة؟ أينعم. إنها الكارما سعادتك. بنتك بتدفع ثمن أخطاء ودروس لم يتم تعلمها بعد. بتتعلم إن الدنيا مش كلها ناس طيبين وأبرياء زيها كده..لأ في كده وفي كده وعليها تقبل ذلك الأمر وتعلُم كيفية التعامل معه لأن أهلها لم يعلموها خشية أن تفقد براءتها وتلحق بهم العار 🙄 وكنتيجة، تتحمل عبء رفع تلك الكارما عن أجيال مضت وأجيال قادمة
مين قال لما البنت تفهم نفسها وتفهم الجنس الآخر وديناميكيات العلاقة ما بينهم إنها كده تفقد براءتها ولا عفتها وعينيها تفتح وتجبلكم العار؟طب ولما تفضل قطة مغمضة عشان العريس لما يجي يقول والله عرفتوا تربوا ويتجوزها زواج تفقد فيه جمالها وصحتها وكرامتها هي اللي خسرانة فيه فيسئ معاملتها وتضطر تطلب الطلاق، هتنبسطوا؟ مش ده بيفسر حالات الطلاق المتزايدة وليه الست بتزدهر ويعود إليها رونقها بعد الطلاق وإنهاكاته؟ مش ده كمان بيفسر ليه الذكر بينتقم منها لأنها قالت لأ وخرجت عن نطاق هيمنته عليها؟
صحيح إن في حالات بيحصل فيها العكس؛ بيكون الطرف المؤذي هو الست، لكن زي ما قلت نسبتهم أقل من الذكور لأن المكياڤيلية (الاستغلال والوصولية) ملحوظة فيهم أكثر من النساء. وده مش عشان أظهر الست في صورة الضحية لكنها بالفعل تعاني من أطنان من مشاكل الذكورة السامة
الناس اللي بتحط المسئولية كلها على الست، يا ريت تبتدوا تشوفوا الصورة الكبيرة دلوقتي وتكونوا رحيمين شوية. رفقًا بالقوارير. عرفوهم مسئوليتهم فين عن اللي حدث لكن ما تحطوش عليهم أو تنصحوهم بالاستمرار في محاولات إصلاح علاقات فاشلة وسامة بالشكل ده. العلاقات السامة تؤثر على الصحة الجسدية تمام زي ما بتأثر على القوى العقلية. الطرف المستغَل بيتم مسح ذاكرته وهويته وبيعاد برمجته وتدريبه يوميًا عشان يفضل واقع في شرك العنكبوت ده اللي بيمص دمه وطاقته ونوره كليًا وما يقدرش/تقدرش تفلت
فإذا كنت رجل أو امرأة، فتحوا عينيكوا واعرفوا قيمة نفسكم كويس أوي وتمسكوا بيها مهمًا كانت المغريات. علّموا نفسكم عن العلاقاتالسليمة وافهموا أنفسكم واحتياجاتها إيه وأنتم عايزين إيه وليه. لا تدخلوا في علاقات أثمانها باهظة تكلفكم أعماركم وصحتكم وحريتكم ولاتؤسسوا أسراً قبل أن تؤسسوا بناءكم الداخلي أولًا
الآن أصبحت تعلم فعليك تحمل مسئولية خياراتك بالكامل 🙂