الرضا والتسليم
التسليم لا يتم إلا بالرضا والرضا لا يتم إلا بالتسليم
ليه الاتنين دول بالذات؟ لأن بيهم بتكون عندك قدرة على التحمل. مش تيجي تصرخ وتسأل السؤال العجيب: ليه أنا بيحصلي كده؟! كاعتراض
بقالي فترة بسمع وأقرأ أنين وصيحات استغاثة من ناس مش عارفة تتعايش مع مشاكلها ولا حياتها بفصلها الجديد. بيشتكوا من الخنقة والضيقة وبيكتشفوا حقائق كانوا غاضين الطرف عنها بس دلوقتي بقت واضحة وضوح الشمس وبيسألوا يعملوا إيه ويخرجوا من الحالة دي إزاي؟
أول حاجة لازم تعرفها/تعرفيها هو إن اللي بيحطك في الحالة دي هو الإيجو بتاعك. الإيجو بيدافع عن وجوده لأن بقاؤه أصبح مهدد. فبيصدرلك صورة الخطر الخنقة عدم الشعور بالأمان الهلع والرغبة في الهروب وعدم المواجهة. لأنه ما عندوش القدرة إنه يواجه...يتحرق وتبان حقيقته. الإيجو مش أنت..ده مستوى سطحي وضئيل منك. كمان جزء من مسمى الإيجو هو الشيطان ووساوسه. إذا وجد فيك ثغرة أو وجد فينفسك ما يتوافق، وساوسه تتحول إلى صوتك الداخلي فتعتقد إنها أفكارك أنت. عشان كده بقول الإيجو مش أنت ومنطقة التعود والراحة مش هي مستقرك الأبدي
التسليم. في فترات الاختبار الحالكة -وحتى المضيئة- بيكون التسليم هو اللوح الخشبي وطوق النجاة اللي بيساعدك تسبح وتوصل الناحية التانية. اعرف/اعرفي إن دي مرحلة انتقالية وعشان تعديها وتخرج منها محتاج تورينا شطارتك في العوم. ما تقولش ما بعرفش. قول إنك مش عايز. مش عايز توصل الشط التاني وعايز ترجع مطرح ما جيت 😕
متأكد؟ جواب نهائي؟
بص، "دوام الحال من المحال" إذا بس فكرت بالشكل ده هتعرف تسلّم أمورك لربنا وترضىٰ. تدبير ربنا لحياتنا بيكون أفضل كتيير من تدبيرنا احنا لأنفسنا. بص كده حواليك..برغم كل اللي أنت فيه بس عندك حاجات كتير تشكر عليها ربنا. ده قدرتك على تحريك رقبتك يمين وشمال ولاثني رجلك وفردها ولا بلع ريقك نِعَم في حد ذاتهم. في ناس مش عندها النعم دي
تعرف إيه اللي تاعبك حقيقي؟ إنك مش شايف نفسك مربوط في ساقية بتلف فيها من زمان ومش عايز تحرر روحك بسبب الحسابات العقلية ومبرراتك اللي بتلقنها لنفسك شبه يوميا عشان تستمر تدور وتلِف..وده اللي الإيجو مش عايزك تشوفه
حتى الأشخاص اللي بيسافروا ويخرجوا في كل الأماكن وما بيقعدوش، مربوطين بردو وبيلفوا. إذا قعدوا في مكان واحد هيفتكروا أحزانهم والذاكرة تصحى وده اللي بيتجنبوه ويلفوا في ساقية التوهة. وعكسهم الناس اللي بتنام كتير. مش عايزين يصحوا عشان ما يواجهوش
هل فكرت إن الفترات الحالكة دي جاية تحررك وتقولك واجه عفاريتك واغلبهم؟
ما أنت مش هتفضل هربان ومستخبي منهم كتير. أنت أساسًا شايلهم معاك في كل حتة.
ما تنخدعش بفترات النسيان المؤقت وتفتكر إنك بقيت كويس ووصلت لحالة السلام. ده بس تأثير الجرعة. وكده كده أنت ما بتنساش
طب ما تاخد قرار مخالف المرة دي؟!
مش مطلوب منك تروح لساحر يرفع العفاريت من عليك..لأنك أنت الساحر وأنت أدرىٰ واحد باللي مخبيه وبتنكره.. ده يمكن أنت اللي عامل العمل ده لنفسك 🙂
فكّه
فكّه عشان تعرف تعيش بجد بقا. مش عايش بالأسبرين
فكّه عشان مابقاش فيه أسبرين يقدر ينسيك شئ. أدمنت الأذى وأدمنت المسكنات
سلّم وارضىٰ واوصل الناحية التانية..اوصل لمنطقة السلام. حب نفسك واختارها المرة دي هتعرف أرض تانية..وحياة تانية..وأنت مش أنت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق