الأخذ والعطاء
⚠️موضوع هام جدًا ممكن يقيم حياة أو يهدها عشان كده مش هتكلم فيه بشكل عام ولكن كلامي هياخد خط معين
العطاء له متعة والأخذ له نفس المتعة. مع ذلك بيكون التركيز فقط على متعة العطاء دون الأخذ. باسمع حد مثلا يقول: بحس إني عملتحاجة..إني ليا لازمة..بفرح لما أشوفهم مبسوطين..وهكذا. لكن ما بسمعش كتير كلام زي: انبسطت عشان ما عملتش حاجة النهاردة أوانبسطت لما حد عمل عشاني..بفرح لما حد يقدملي مساعدة..وأنا سعيدة بعيش اللحظة وما بفكرش في شئ..حسيت إني مهمة وأنا بعملالشئ ده لنفسي..أنا قبلت هدية اتقدمتلي بابتسامة..لاحظت لما بقبل هدية من حد وأشكره إنهم بينبسطوا
الأخذ اللي من النوع ده فيه متعة لأنه فيه عطاء بردو..عطاء الشخص الآخر ليكي وإنتي بتقبليه فيحسوا بالمتعة. ليه بتحرميهم من المتعة دي؟!
تربيتنا -أو أنا بسميها برمجتنا- مفيهاش حاجة زي كده. فيها برمجة للمرأة إنها تعطي على طول دون أن تأخذ وإذا أخذت تحس بالذنب كأنها أخذت شئ مش من حقها هي لا تستحقه..ليه؟ لأنهم حسسوها بالذنب في الصغر لما تميزت في شئ أو قالولها مباشرةً كده إنتي هناخدامة.
وطبعًا الخدامة مش من حقها تاخد. فيه بعض الرجال اللي اتربوا بنفس الكيفية وممكن ياخدوا كلامي يطبقوه على نفسهم، لكن زي ما قلت مش هتكلم بشكل عام 🙂
السيدات اللي اتربوا على العطاء فقط بتكون عندهم رغبة في الإحساس بالاهتمام من الآخرين والتقدير لكنهم يخافوا يطلبوه. ما اتعودوش على الأخذ ولا الاهتمام ولا التقدير وإذا حصل أي واحد في الثلاثة دول ينكروا استحقاقهم ويتواضعوا بدرجة مبالغ فيها. وفي حالات شديدة، بيحسوا بالإذلال وجرح لكرامتهم إذا اضطروا يطلبوا أو ياخذوا شئ
"أنا والله ما استحقش كل الكلام الحلو ده" "تعبت نفسك ليه. ما كانش له لازمة" "شكر على إيه. لا شكر على واجب." جمل بتتقال من باب المجاملة لكنها برمجة وصدى الصوت اللي جواهم اللي بيقول: أنا ما استحقش
الصوت ده أصله إيه؟ كلام اتقال لهم في الصغر 🗣 لما اتمنع عنهم شئ وجه حد تاني أخده..يعني مش صوت أصيل وممكن التخلص منه.
ده صوت حد تاني من زمان لكنه بيظهر وبيتكرر في مواقف زي: أصرف الفلوس دي على نفسي ولا أديها لزوجي/عيلتي؟ أجيب الحاجة اللي نفسي فيها من زمان ولا مش مهم؟ أستريح في اليوم اللي قلت هاستريح فيه ولا أبرم على حد محتاج مساعدة في حاجة؟
بتاخد دور البطلة المغوارة اللي شايلة البيت والمسئولية والعيلة اللي من غيرها هيقعوا فتحس بالفخر بنفسها وتفتكر إن ده حس مسئولية عالي وجدعنة وبطولة وهي في الحقيقة بتؤدي دور خادمة مدربة عليه بكفاءة.........
بتنبسط إنها سوبر ماما 🦸🏻♀️ اللي الناس هتصقفلها على تضحياتها
وتيجي الصدمة لما محدش يصقفلها وأحيانًا يتهموها بالأنانية والتقصير وتبدأ التراچيديا
العيب في مين؟ الحقيقة مش ده السؤال السليم. لكن هقول إن الحياة خد وهات. هل المبدأ ده كان موجود من الأول؟ هل كان موجود فيالتربية الأولى اللي للأسف طلّعت خادم وسيّد؟
مين المستفيد من الديناميكية دي إنها تفضل شائعة في الأسر بل وتورّث؟ الأم اللي بتربي بنتها تطلع ست بيت؟ ولا الأخ اللي اتعود إن أختهوأمه يخدموه؟ ولا الزوج اللي ما بيتعاونش مع زوجته في البيت لأنه راجل؟ ولا الحماة (أي امرأة في عائلة الزوج)؟ ولا أي حد في البيئةالمحيطة اللي بيقيم ويعاير الست بمهاراتها في المطبخ؟
طيب ومين بقا الخسران؟ هل المستفيدين هما نفسهم الخسرانين؟ ولا بعضهم؟ ولا إيه ؟
لما تكون الست هي الخادمة، مش منطقي يكون فيه عنف ضد المرأة في البيت اللي بتعيش فيه المرأة؟
للسيدة اللي بتعطي فقط وما بتاخدش، إنتي بتساهمي في التراچيديا ودائرة العنف دي. وازني شوية بين عطاءك وأخذك. عيشي الحياة كاملة. اخرِسي الصوت جوه أو بره اللي بيقولك: لأ ما تاخديش..إنتي ما تستحقيش. إنتي ليكي كل الحق إنك تاخدي. وإذا كان الشخصالآخر فقير (أو بخيل) فهو فقير ما تطلبيش منه حاجة بس كمان ما تطمعهوش فيكي 🙂
للآباء، ربوا أولادكم إنهم يعطوا ويأخذوا بنفس القدر ونفس المتعة. مفيش ما يمنع إنكم تتربوا/تتعلموا كمان معاهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق