سرطان غير مصنف
في نوع مستشري من السرطانات غير مصنف لكنه موجود وأشد خطرا من الوباء نفسه اسمه الانتقاد
الانتقاد اللاذع اللي بيجي بأشكال مختلفة ظاهرة ومستترة ويؤذي ويهدم أفراد وأسر ومجتمعات كاملة. الانتقاد له اسم تاني منتشر أكتر بين الناس وهو التنمر، لكني هاستخدم لفظ الانتقاد هنا
الانتقاد له مصدرين: خارجي وداخلي..خارجي بتسمعه من اللي حواليك وداخلي بتسمعه جواك وتعيش بيه باقي عمرك وده بيحصل في حالة واحدة بس وهي لما تصدق الانتقادات والكلام اللاذع اللي اتوجهلك (وانت صغير أو وانت كبير) وتبتدي تكررها لنفسك زي صلاة أو ترنيمة أوأغنية مفضلة بتشتغل جوه عقلك ونَفْسك باستمرار
الأغنية دي كلماتها بتدور حوالين انتقادك لنفسك وكراهيتها وعدم رضاك عنها (كأنها جابتلك العار والخذلان) وخد عندك بقا إساءات لفظية وكلام يسم البدن من اللي قلبك يحبه كتير. وكل ده ليه؟ عشان ده سرطان منتشر في كل البيوت من كل الأوساط بين الكبار وبعضهم وبين الصغار وبعضهم ومن الكبير للصغير والعكس. وده فقط بداية التفكك وبداية الخلل
هذا الانتقاد له ذرائع..أيون ذرائع مش مبررات لأنها غير مقبولة..زي التمييز العنصري أو التمييز الطبقي أو تمييز على أساس الشكل أوالوضع الصحي، زي ذريعة "ده أنا بقوله كده بس عشان عايزه يكون أحسن/عايزه يطلع راجل" أو "أنا بوعيها قصدي مصلحتها" 🙄
مفيش حد عايز مصلحتك ينتقدك ويهينك ويحسسك بالدونية أو إنك مش كفاية وما تملاش العين ويقارنك بالآخرين
مفيش حد قيمته عالية بنظره هيحتاج ينتقد حد وينتقص منه عشان يعلىٰ فوقه. ده تعنيف نفسي زيه زي التعنيف الجسدي. الشخص المُعنَّف يُعنِّف نفسه ويعنف غيره وده اللي حصل وبيحصل..عشان كده الانتقاد أصبح مبدأ وأسلوب في التعامل فزاد وانتشر وأصبح سرطان غيرمصنف
لما واحد يهين شخص، يرد عليه ويقوله "احترم نفسك." احترام الذات هو العلاج الإشعاعي المطلوب عشان القضاء على السرطان ده. احترم نفسك كفاية إنك ما تصدقش كل الكلام اللي بتسمعه من أشخاص ما عرفوش يحترموا ذواتهم في الأساس. ذاتك هي منطقتك المقدسة..ماتسمحش لحد إنه يجي يخرّبها أو يشوهها. كمان لا تسمح لناقدك الداخلي إنه يحسسك بالخجل من نفسك فتكون قاسي على حالك. أعد برمجته عشان ما يقعدش يشغلك نفس الاسطوانة المشروخة مرارا وتكرارا. اتعلم تتصالح مع نفسك وتكون لطيف معاها. الرحمة والرأفة يكونوا أساس علاقتك بيها وافتكر إنها منطقة مقدسة..لا تدنسها واهتم بيها..
اهتم كمان بمظهرك ولا تهمله..ما تقفش أدام المراية تنتقد شكلك وتحتقر نفسك عشان تثبت إن الأصوات الخارجية عندها حق لما انتقدتك وقللت منك
أقم حوار داخلي مع نفسك واتعرف عليها. عاملها كصديق جاي ياخد معاك الشاي واتكلموا مع بعض ولو صديقك ده عاتبك، اطلب منهالسماح واوعده إنك هتاخد بالك أكتر من كده ومش هتكرر معاملتك العنيفة وكلامك الجارح ده تاني. حسس نفسك إنك قابلها زي ما هي (إذاكنت عايز يظهر في حياتك أشخاص يقبلوك زي ما أنت)
أما الأشخاص إللي مش قابلينك، اعملهم delete
وأقرأ مقالي في حب الذات عشان تفهم أكتر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق