تأملات في التلقائية والميكانيكية
أفتكر في مرة من سنوات كان عندي مقابلة عمل شخصية في شركة كبيرة لها اسم ومبنى كبير بتاعها في وسط البلد
أنا بحس بطاقة المكان عمومًا. لما دخلته شوفت مكان رمادي، قاتم شوية، مكاتب مهجورة عليها تراب، الخلفية فيها دوشة كبيرة أوي كأني فيمدرسة أطفال وقت الفسحة..واضح إن الأطفال مش حابين مدرستهم 🙂 ما حبتش الجو ده بس كان عندي رغبة أخوض التجربة لأخرها
اللي كانوا بيعملوا المقابلة معايا اتنين واحدة منهم اسمها نيرة بردو (صدفة بحتة) بس ما ظهرش على وشها الإثارة اللي بشوفها لما حديتعرف على اسمي. والتاني خريج نفس الكلية اللي اتخرجت منها. الاتنين كattitude كانوا مختلفين عن بعض. واحد اتحمس التانية لأ. كانت متحفظة. أحيانًا بيكون موضوع الattitude ده مترتب ما بينهم كنوع من الاختبار النفسي لكن في حالتهم ما كانش مترتب
أنا زي مانا نفس الهدوء والثقة والقيمة اللي جاية أضيفها..زائد عليهم التلقائية.
المقابلة طولت شوية ولما مقابلة بتطول معايا بعرف إني اتقبلت مبدأيا. في نقطة ما في وسط المقابلة ابتديت أتحرك بالكرسي اللي قاعدةعليه..كان من النوع اللي بيلف ٣٦٠ درجة وأنا بحب النوعية دي جدًا فاستغليت الفرصة وكنت باتحرك بيه يمين وشمال بس مش بلف 🤩
نيرة اللي بتكلمني فسرت ده على إنه توتر مني وزميلها كان شايف العكس. كان شايفني مرتاحة جدًا لدرجة إني بلعب
لما سألتها عن تعليقاتها وقالت موضوع التوتر ده قلتلها إني بلعب حقيقةً مش متوترة ولا حاجة وفي النقطة دي لفيت بالكرسي ٣٦٠ درجة
زميلها ضحك بس هي قعدت تقنعني إن ده توتر وإنه يؤثر على قبولي في الوظيفة
طبعًا أنا في دماغي بقول "إنتي حافظة مش فاهمة" 🙂
نيرة ما عجبتش نيرة 😃
كونها ما عرفتش تفرّق خلاني أفهم إن مش كل اللي اسمهم نيرة واحد فانبسطت
طيب انا عايزة أقول إيه هنا؟
ممكن تقرأ مثلًا كتاب في لغة الجسد وتروح تطبقه على الناس بس انت مش فاهمه فتبقى لسه عند مرحلة المفاهيم أو العلم بالشئ وليسإدراكه. ده ١
٢، عشان تعرف تميز بين شيئين محتاج تجربهم بنفسك فتفهم من خلال تجربتك بشرط تكون خرجت من التجربة مش لسه تحت تأثيرها أولسه جواها
٣، لما تجرب ده وتجرب ده وتاخد وقتك في هضمهم يحصل عندك استيعاب وتمييز وحاجات كتير وتروح للي بعده
ممكن في شغلك مثلًا تكون حد بيحب النظام والقواعد ولك خط واضح في أسلوب شغلك لكن بتسمح بالاستثناءات والتقلب والتغيرات من وقتللتاني..مش لأنك متناقض لكن لأنك مؤمن بفكرة تعاقب فصول السنة. كل ٣ شهور بتتغير. مش كل يوم 🙄 ده هوس
باليتة الألوان ما بتستوعبش الألوان كلها فأنت عندك خيارات لانهائية مفتوحة وفي نفس الوقت بتستوعب بقدر محدد مقصور
فالعب أنت وابتكر 🎨
تقدر تكون متغير ومتلون وفي نفس الوقت مستقر. وده مش بالكلام أو تكون معجب فقط بالفكرة لكن أن تعيشها وتكون مثال عليها
أنا ما اشتغلتش في الشركة دي والحمد لله إن ده ما حصلش. كان ممكن شغلي هناك يكون من حسن حظهم لكن من سوء حظي أنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق